قد يستغرق عملك على تصميم أسبوع أو شهر أو أكثر من ذلك، تصميم لا يرى فيه المستخدم ماذا أضفت وماذا أنجزت، فلا تيأس حينها!
بالفعل كلما كان تصميمك أفضل، كلما يبدو للمستخدم خفياً، وكلما كان تصميمك سئ، كلما يستشعره المستخدم، حيث المستخدم لا يهمه كيف تم تصميم الواجهة التى يتعامل معها، لا يهمه كم سهرت لتعمل علي إنجازها، وكم وضعت من حيل أو تأثيرات، كل ما يهمه ببساطة، سهولة إستخدام تلك الواجهة ومدي قابليتها لإنجاز مهامه داخل موقعك، إن المستخدم أتى يريد الإنخراط والتفاعل مع شئ ما داخل موقعك، فلا تحرمه من ذلك.
والسبب وراء جعل التصميم الجيد خفي بالنسبة للمستخدم، أن التصميم السئ ينشغل معه المستخدم مع المشاكل التي تواجهه وكيف يحاول جاهداً لحلها، التصميم السئ يذهب بالمستخدم خارج نطاق هدفه، التصميم السئ مثل قرحة إصبعك الإبهام، يكون ملحوظ بشكل واضح جدا ولكن بطريقة سيئة بالأخص، يكون نافر، ويلفت الإنتباه دون أى مبرر ولا إشعار، ولا أظن أنك تأمل في ذلك داخل موقعك!
مثال للتوضيح : عند جلوسك تستمع إلى محاضرة أو مؤتمر ما في أحد القاعات، وهناك تكييف داخل تلك القاعة، كل ما تريده هو الأرياحية في الجلوس الهادئ للإستماع المطمئن، بينما إذا كان التكييف مضبوط على درجة حرارة عالية وأنت في فصل الصيف مثلاً أو يصدر صوتاً يُخرجك عن تفكيرك، بالطبع كل ما ستفكر فيه هو أن تحل تلك المشكلة إما بإعادة ضبط درجة الحرارة إلى المتناسب مع ظروف البيئة، أو بغلق التكييف لكي لا يصدر ذلك الصوت المزعج أو بمغادرة المحاضرة.
التصميم الجيد كذلك، لا يجعل المستخدم ينشغل عن هدفه (الإستماع والإستفادة من المحاضرة)، والعكس بالنسبة للتصميم السئ صحيح، يجعل المستخدم إما أن يستمر في التصفح بصعوبة (ستكون محظوظ للغاية) وإما أن يغادر موقعك سريعاً دون الإلتفات إليه مرة أخرى، حتى لو قمت بالتصميم الجيد، لأن المستخدم تكونت في ذهنه تلك الفكرة الأولى عن موقعك وعن تصميمك وهذا ما يعرف بالإنطباع من الوهلة الأولى.
بكل وضوح، التصميم الجيد دائماً لا تشاهده أمامك ولا تشعر به، تصميمك الجيد لا يُذهب المستخدم بعيداً عن هدفه الذي أتى لموقعك من أجله، على عكس التصميم الذي يوجد فيه خلل مثل : صياغة كلمة فى المحتوى غير مفهومة، واجهة مليئة بالإعلانات المزعجة، زيادة ملحوظة في حجم زرٍ ما … إلخ. كل هذه تلفت النظر للتصميم ولكن بشكل سئ ونافر.
بعد ما أوضحنا ماهو التصميم الجيد الخفي، وأوضحنا أيضاً السبب وراء كونه كذلك، حان الوقت للقيام بعملية تصميم جيدة سهلة الإستخدام والتلبية، تصميم لا يزعج المستخدم ولا يشتت إنتباهه… ولكن كيف ؟ عليك أن تواصل القراءة.
الخطوات العشر نحو تصميم ناجح
1- الخطوة الأولى – لا تستعرض عضلاتك!
أحد أكبر الأخطاء التي يفعلها الكثير من المصممين، هي إضافة حيل أو زخرفة ليست إلّا لعرض مهاراتهم، إضافات ليست لها أية معاني أو أهداف سوى إستعراض عضلات وفقط!
وللتأكد من أنك لا تضع حيل أو إضافات إستعراضية، سل نفسك عدة أسئلة:
أ- ما فائدة تلك الإضافة وما تلك النتيجة التي سوف تحققها؟
ب- هل تساعد في تفاعل المستخدم أكثر؟
ج- لماذا أستخدم تلك التقنية ؟
د- كم عدد المرات التي استخدمتها من قبل؟
الإجابة على تلك الأسئلة ستساعدك على فهم “لماذا تستخدم الحيل أو الإضافات”، فإذا كنت تستخدمها للقيام بوظيفة ما أو لتسهيل عملية التصفح على المستخدم، فلا تتوقف عن استخدامها، أما إذا كان استخدامها ليس إلّا لأنك تستشعر الملل مع التصميم أو تريد أن تجرب شيئاً جديداً، أعتقد أنك تحتاج لإعادة النظر في تصميمك مرةً أخرى!
2- النظريات الحسابية وتأثيرها على التصميم
هناك العديد من النظريات الحسابية التي تجعل التصميم أكثر تناغمًا وإنسجامًا، كـالنسبة الذهبية، والشبكية (grid).
ولكن تلك النظريات لن يراها المستخدم! فإنك لن تضعها في الشكل النهائي للتصميم، أليس كذلك ؟ فكيف سيراها ؟ إستخدمها ومن ثم قم بإزالتها عند الإنتهاء، فبالتأكيد لن تضع أشكال شبيكة أو حلزونية على النسخة النهائية من التصميم! وبمجرد إستخدامك لتلك المبادئ، فتصميمك سوف يكون متناغماً ومنسجماً كما يأمل المستخدم أن يكون.
3- الألوان في التصميم وعلاقتها بعلم النفس!
اللون لم يكن يوماً ما تراه عبر الشاشات والمجلات وفقط، بل لديه معاني متعددة، معاني تدل على الشغف كما هي وظيفة اللون الأحمر، ومعاني أخرى تدل على الطبيعة كما هو الحال في اللون الأخضر وغيرهم من الألوان التي تحتوي على معانٍ متعددة.
ما أريد قوله; أنه عليك دراسة الشخصية التي تستهدفها لكي تسخر الألوان حسب طبيعتهم ومزاجهم الشخصي، مثلاً: لو كنت تعمل على تصميم موقع يهتم بالصحة الأنثوية، فالشخصية المستهدفة هنا هي النساء…حسنًا، فالألوان التي ستستخدمها هي بالطبع الألوان التي تلائم الصحة وتلائم الأنثى كاللون الأخضر للطبيعة واللون البنفسجي للنساء أو اللون الوردي مثلاً، وهلم جرا.
وللتعرف أكثر على علاقة اللون بعلم النفس
4- البساطة في التصميم من مقومات نجاحه
“العبقرية هي قدرة الحد من التعقيد وتحويله إلى البساطة” هكذا ما قاله المؤلف والصحفي -Ceram- عن البساطة.
البساطة في التصميم من أكبر عوامل نجاح الشركات العملاقة كآبل وغيرها، وتتمثل في سهولة الإستخدام وعدم تعقيدها، وفهم الهدف الكامن وراء موقعك، وقدرة الموقع على تعليم المستخدم طريقة الإستخدام.
عندما يجد المستخدم رسالة مختصرة ومعبرة عن محتوى سهل، حتمًا ستحقق النجاح.
5- سهولة قراءة النص: المهمة التي يجب أن تستحوذ على عقلك
دعونا نكون واضحين تمامًا: لا يهم أبدا أكان النص مزخرفاً، وجميلاً، مالم يتمكن المستخدم من قرائته بوضوح! بالطبع لن تستفيد شئ من كونه كذلك، فالقدرة على القراءة يجب أن تستحوذ على عقل جميع المصممين، القدرة على القراءة هي من ستحدد بقاء المستخدم داخل الموقع أم مغادرته سريعاً، فأى صعوبة في فهم الرسالة أو الكلمات، ستكون الهاوية أقرب مكان لموقعك!
وضع في إعتبارك، أنه عند التفكير في سهولة القراءة أو القدرة على القراءة، يجب أن تُوضع مبادئ التيبوغرافي في حيز التفكير ومن ثم التنفيذ :
1- التباين “Contrast”
2- الحجم “size”
3- التباعد “space”
4- الكثافة “Density”
5- التنظيم “Organization”
ملاحظة: النص هنا يتعلق بجميع النصوص التى يحتويها الموقع سواء مواد إعلانية أو غيره.
6- التفاعل يجب أنا يتم بسلاسة
عندما يتعلق الأمر بالتصميم التفاعلي، سواء لموقع على الويب أو لتطبيق ما، فإن المستخدم لا يهمه كيف يحدث ذلك التفاعل، كل ما يريده المستخدم هو التفاعل بسلاسة ويسر لإنجاز ما جاء لأجله، ولا ينظر الى البرنامج المستخدم في تصميم تلك الواجهة، ولا ينظر للكود المكتوب.
للتوضيح أكثر:
واحد من أشهر الأمثلة التي يمكنني شرحها، هو ذلك الخط الأحمر الذي يظهر أسفل كلمة تكتبها ليخبرك أن هناك خطأً إملائيًا قد حدث. هل تخيلت يومًا (كمستخدم) كيف يحدث ذلك؟ بالطبع لا!
7- الواقعية لغة العصر!
أصبح العالم أجمع في عصر التكنولوجيا يستخدم الواقعية في كل شئ، سواء في التصميم أو البرمجة أو حتى في الأفلام أو الإعلانات التلفزيونية، فكلما كان تصميمك واقعيًا، كلما إنجذب إليه المستخدم أكثر فأكثر، فالمستخدم يريد كما قولنا أن يتعامل مع الموقع بكل سهولة ويسر، تعامل إعتاد عليه من قبل في حياته وفطرته، كالذي تفعله شبكة التواصل الإجتماعي فيسبوك والكثير من المواقع، من نقل المستخدم من أسفل لأعلى الصفحة، فإذا تم بطريقة أخرى قد يحصل إرتباك لدى المستخدم. أيضاً التكبير في الصور إذا كنت تستخدم هاتف ذكي يعمل باللمس.
أيضًا، التصميم من الممكن أن يكون معقولًا نوعًا ما، إذا إحتوى على خدع خيالية يعلم المستخدم أنها ليست حقيقية -وضع تحت “يعلم” مليون خط- (كالذي تحتويها بعض ألعاب الفيديو) فالتفاعلات فيها فريدة من نوعها ومذهلة ولكن على أية حال لا تمت بالواقع بصلة.
حسنًا، إذا قررت ان تصمم بواقعية أو غير ذلك، لابد من توافر شئ واحد مشترك ألا وهو – توقعات المستخدم. (أن يُسخّر التصميم بطريقةحسب توقعات المستخدم)
8- التغيير لا يجب أن يكون دائمًا واضح
التغيير الذي تقوم به إما أن يزعج المستخدم ويفر هاربًا، وإما عدم ملاحظته من الأساس، فالحالة الأولى تتم بزيادة التعديلات بطريقة هائلة فتسبب ارباك للمستخدم، أما الحالة الثانية تتم بإجراء تعديل بسيط لا يلاحظه المستخدم أو يلاحظه ولكن لا يؤثر على عمليته داخل الموقع، هذا العنصر مرتبط بالعنصرين الأول والرابع، أتذكرهما ؟ استعراض العضلات بدون فائدة والبساطة في التصميم. فالتغيّرات التي تقوم بها يجب ألا تكون استعراض قوة، ويجب أن تتسم بالبساطة وأن تلائم احتياجات المستخدمين.
9- أطلق العنان لأفكارك
أظن في النهاية أن القيام بكل ذلك بسيطاً، أليس كذلك ؟ ولكن عليك كمصمم أن تزن كل الاحتمالات والتقنيات والأدوات تحت تصرفك لتقديم شيء يبدو عظيمًا، إبتداءًا من سهولة قراءة النصوص وفهمها إلى إحتياج المستخدم للتعامل مع الموقع.
هذا المكان هو المخصص بالتفكير الإبداعي، فبعد القيام بتلك الأمور في تصميمك، أنفِق الكثير من الوقت في التفكير في هذه الأمور، اترك كل شئ وانظر بنظرة شاملة وعامة على التصميم خارج الصندوق، وسل نفسك هل هناك شئ يمكن تجريده لجعل التصميم أفضل؟ فإذا كان ذلك فقم بإزالته على الفور.
10- الخطوة الأخيرة – هي من إخراجك أنت!
بالطبع أنت قادر أن تُخرِج الخطوة الأخيرة هنا، أريدك أن تضع بصمتك في هذا المقال بمشاركتنا في التعليقات عن الخطوة الأخيرة نحو تصميم أفضل، مثلما قلنا “أطلق العنان لأفكارك”. في إنتظار مشاركتك…
أحمد يوسف
مقال رائع بالتوفيق يا احمد
أحمد السالوس
اشكرك يا أحمد، ربنا يعزك يارب 🙂
ahmed wahba
مقال جميل ومفيد جدا لعملية التصميم ككل
أحمد السالوس
ربنا يكرمك يا أحمد، وأهم شئ تكون إستفدت 🙂
ahmed
جميل جدا، سلمت أناملك
أحمد السالوس
ربنا يخليك يا أحمد 🙂
Ahmed Ateya
في عصرنا هذا وبالأخص اكتشفت المعنى الحقيقي للعام (2015) سواء كان رقماً او عاماً او حتى اسماً…
وهو ان البساطة+الأناقة=الإحترافية
وللأسف اكتشفت هذا مؤخراً ووجدت يدي تبدع اكثر فأكثر كلما سمعت (2015)
اشعر بالإحترافية عندما اسمع بـ (2015) وعندما اتصفح (فواصل) فهم مصدر إلهامي 😀
أحمد السالوس
ربنا يخليك يا أحمد، وأشكرك جدًا على الكلام الحلو ده، ويارب نفضل عند حسن ظنك دايمًا 🙂
Mostafa wahba
موضوع مميز يا احمد تسلم ايدك.
أحمد السالوس
ربنا يكرمك ويبارك فيك يا أستاذنا 🙂
سالم
شكرا وربنا يحفظكم ونتظر منكم دائما النجاح والتفوق
أحمد السالوس
أشكرك جدا يا سالم ع الكلام الجميل ده 🙂